Pages

Subscribe:

Ads 468x60px

mardi 7 février 2012

الجديد في قضية قتل الطفـل ربيع : 37 طعنـة… وأشلاء على قارعة الطريـق

يقول الدكتور وفيق العلايلي في كتابه «من قتل حبيبي» «قد يفلت المرء من عدالة البشر ولكن عدالة السماء له بالمرصاد..».. سنة مرّت على مقتل ربيع، وأطلق سراح المذنبين، وتزوج المتهم «الجيلاني» بالمتهمة وهي عمة الضحية ربيع «إقبال» واعتقدا أنهما نجحا في طمس معالم القضية .

لكن العدالة الالهية كانت لهما بالمرصاد حين ظهر شاهد «مشفش حاجة» ولكن سمع كل شيء في السجن حيث كان زوج عمّة ربيع محجوزا هناك، ليُفتح ملف هذا الطفل الصغير الذي يبلغ من العمر 11 سنة، ووجد جسده مقطعا إربا إربا، وذبح من الوريد الى الوريد ووضع في كيس ورمي في الطريق.

هذه القضية هزّت الرأي العام التونسي من بنزرت الى بن قردان بل تعدّت الحدود لتصل الى فرنسا وألمانيا وبقية دول العالم لفظاعة ما حصل للضحية ربيع، وبما أن الحادثة وقعت في منزل بورقيبة انتفضت هذه المعتمدية وطالب سكانها بالحقيقة وبمعاقبة المذنبين بل وإعدامهم في ساحة الحرية بمنزل بورقيبة حيث اجتمع أمس عدد كبير من المحتجين المطالبين بالقصاص لربيع ومحاسبة القتلة، وقد كانت «الشروق» موجودة على عين المكان لتنقل حيثيات هذه القضية مع عائلة الضحية وأصدقائه ومتساكني منزل بورقيبة.والدا ربيع بصوت واحد «الاعدام للقتلة»

«37 طعنة في جسد ربيع ابني هذا الملاك، إنها قمّة الوحشية واللاإنسانية، لقد مزّقوه وقطعوه ورموه على قارعة الطريق ولقد حطموني معه ودمّروا عائلتي، انتهت حياتي مع ربيع، ولن أهدأ حتى يُعدم المذنبون».. هكذا استهلـّت سلوى البجاوي والدة ربيع، مواصلة كلامها المتقطّع الممزوج بالبكاء والقهر حيث تقول ««إنها العدالة الإلهية التي بعثت بشاهد لا نعرفه وجاء من نفزة من ولاية باجة ليكشف الحقيقة التي كنا متأكدين منها أنا ووالده منير النفاتي بأن عمّتي ربيع، اقبال وسنية والجيلاني هم من وراء قتل ابني والتنكيل بجسده بهذه الطريقة الوحشية.. وهنا يتدخل الوالد منير ليضيف في نفس السياق «سنة مرت بعذابها وألمها وحزنها ولكن عندما اكتشفت الحقيقة أحسست بقليل من الراحة والكثير من الألم لأن أختي وراء قتل ربيع بالمشاركة مع زوج أختي الكبيرة إقبال والمضحك أنهما اتهماني بأني كنت وراء قتل ربيع.قصة ربيع المؤلمة

تقول سلوى البجاوي والدة الضحية «بدأت قصة ابنتي عندما ذهب ليشتري شيئا ما لأختي ولكنه لم يعد، اعتقدنا أولا أنه ضاع ثم بدأنا نشك في أنه خطف ولكن عندما مرّ أسبوع تأكدت بأن ابني الصغير أصابه مكروه وفعلا بعد أسبوع كامل وجدت ابني في كيس ملقى على الطريق وبدأت شكوكي تحوم حول عمة ربيع الكبرى اقبال التي تبلغ من العمر 44 سنة لأنها أفرطت في حزنها على ابني رغم أنها لا تحبه لا هو ولا أبنائي ودائما تعنّفهم وتشتمهم وتهينهم وهذا ما يغضب زوجي منها أحيانا.انتقام وكنز

«لأني رفضت زواجها بالمدعو الجيلاني لأنه كان متزوجا وسمعته سيئة في كامل معتمدية منزل بورقيبة، قتلت ابني قرّة عيني» هكذا قال منير النفاتي وهو يتحدث عن ابنه وبيده صورته التي لا تفارقه ويواصل «أنا متأكد بأن سبب هذه الجريمة ليس الانتقام فقط بل البحث عن كنز لأن في القصة هناك «مشعوذا» «ادعى أنه مغربي» وللعلم فإن ابن المتهم الاول الجيلاني كان موقوفا على ذمة قضية احتيال تخص «البحث عن الكنوز» وهؤلاء جميعا أطراف في قضية ابني، وللأسف، أنا متأكد بأن أختي اقبال وسنية شاركتا في هذه الجريمة من أجل الانتقام أولا ومن أجل المال ثانيا فهذا الرجل ثري جدا وله نفوذ ومن المؤكد أنه وعدهما بمبلغ مالي كبير.نقاط استفهام

وفي سياق آخر تقول والدة ربيع: «عائلة زوجي دمرّوا حياتي وحياة أبنائي، تصوروا أن جديه اختفيا منذ الاعلان عن وفاة ربيع ولم يأتيا الى منزلنا، بل الى غاية هذه اللحظة يدافعان عن المجرمين ويعاديان ابنهما منير المغدور في ابنه الصغير».

وعن هذا الموضوع اتصلنا بالجدّ عبد الستار النفاتي الذي يقول: «أنا لا أدافع عن أحد، إن ثبت أن هناك علاقة لابنتي اقبال وسنية بهذه الجريمة البشعة فلن أسامحهما أبدا».خاطفة الرضيعة سارة

من منا لا يتذكر خاطفة الرضيعة سارة التي هزت الرأي العام والتي أبكت دموع والدتها الملايين وللسائل أن يسأل ما دخل عفاف السعيداني الخاطفة بقضية مقتل ربيع؟ فعلا، هناك خيوط تربط هاتين القضيتين والمتمثلة في أن عفاف السعيداني اتصلت بأمن بنزرت من رقم مجهول وأخبرتهم أنها تعرف من قتل ربيع وأعلمتهم أن والده منير ورجلين آخرين ومعهما امرأة هم من كانوا خلف هذه القضية وأعطتهم عنوان المكان الذي تمّت فيه الجريمة وفعلا تنقل أعوان الأمن لمنطقة سجنان وتحديدا في منطقة «كاف عياد» المعروفة بأنها مليئة بالأثار ولكن اكتشف الأعوان أنها خدعة وبعد ذلك تمّ اكتشاف هوية المتصلة وتبيّن أن عفاف السعيداني خاطفة الطفلة سارة أرادت الانتقام من بعض أجوارها الذين حسب ما جاء على لسانها «أهانوها وتشفوا فيها في قضية سارة» وتمّ اطلاق سراحها وأمضت على التزام بعدم الادعاء بالباطل مجدّدا وبذلك كان هذا التصرف الانتقامي من عفاف بداية حقيقة البحث عن كنز.من المدرسة إلى المقبرة

من المدرسة إلى المقبرة، هكذا هو يومنا اليوم في منزل بورقيبة، حيث ذهبنا برفقة والد ربيع إلى مدرسة ابنه «حشاد 1» حيث كان يدرس في السنة السادسة ابتدائي ودخلنا إلى القسم حيث وضعت صورة ربيع في الصف الأول، وبدأ زملاؤه بالهتاف «الحقيقة من أجل ربيع» و«نريد الإعدام لقتلة صديقنا ربيع» ثم بعد ذلك اتجهنا للمقبرة لتكون ملاذ والده الذي أجهش بالبكاء داعيا الله أن يكشف ـ الحقيقة كاملة له وللرأي العام بتونس ولماذا قتل ربيع؟الاعدام للمجرمين

لم تكن المطالبة بالاعدام للمجرمين طلب والدي ربيع أو أصدقائه أو جيرانه فقط بل أيضا رغبة متساكني منزل بورقيبة الذين تواجدوا أمس بساحة الحرية وهتفوا مطالبين بإعدام القتلة وعدم الرأفة بهم، وهذا المطلب أيضا كان من أولويات عدد كبير من الشعب التونسي الذي عبّر عن هذه الرغبة في صفحات الـ«فايس بوك» لأن هذه الجريمة بالنسبة إليهم من أبشع الجرائم التي مرت منذ سنوات والمحاكمة العادلة هي السبيل الوحيد لارضائهم جميعا.

منى البوعزيزي

المصدر : الشروق

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire